إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر
- أخي المسلم :
الحياء الحقيقي هو الحياء من الله عزوجل و من ذنوبنا تجاهه و هو حياء مطلوب و أما الأنواع الأخرى من الحياء فالحذر الحذر فقد يكون فخاً شيطانياً .
لقد استطاع الشيطان خلال عقود طويلة بل خلال قرون طويلة أن يجعل الإنسان يخجل من استقامته و من صواب عمله و زاد على ذلك أن جعله يفخر بسيئاته و سقطاته .
- هذا إنسان يستحيي أن يقول عن نفسه أنه مسلم و هذه تزدري نفسها لأن عليها أن تضع الحجاب في بلاد الفسق و الفجور .
- الفخر لمن له سوابق مع النساء و لمن استطاع أن يغوي أكبر عدد منهن و العيب على ذلك الشاب الذي لم يستطع تلويث نفسه بجريمة الزنا .
- هذا أصبح غنياً خلال مدة وجيزة , بطرق شرعية و غير شرعية , ليس مهماً , المهم أنه استطاع تأمين المال , الترحيب و التعظيم له .
- و ذاك رجل مستقيم أمين صابر عفيف قليل المال يعاني شظف العيش فبعداً له .
يعمل الشيطان في تزكية قضيته على عدة محاور :
المحور الأول :
- تعظيم كلام الناس في نفسك حتى يصبح له سلطان عظيم عليك و ذلك بتكرار عبارة ماذا سيقول الناس كلما أردت عمل شيء , و في نفس الوقت يهون عليك أمر الإله و غضبه بعبارات : لا يوجد إله , إن الله غفور رحيم , التوبة تجب ما قبلها , هذا فلان يعمل كذا و كذا و في نفس الوقت فإن أموره في تحسن .
المحور الثاني :
- محور تجميل الرذيلة و السوء في عينك و قلبك حتى تأتيها و لا تستحيي منها بل تجاهر بها و تتفاخر .
- لا يزال الشيطان يدفع الإنسان للعمل من دون تفكير كاف حتى يقع في الخطأ أو يذكره بالشهوات و لذائذها و صفاتها و جمالها مما تتوق له النفس حتى يتعلق بها و يصبح عبداً لها فإذا وقع تحت تأثيرها نصب له في الطريق إليها فخاخاً ليوقعه في الخطأ قبل الوصول إليها و ليدفعه نحو الحرام منها إذا ما وصل إليها , فإذا وقع الإنسان في الخطأ حاول الشيطان أن يفضحه بين الناس إن استطاع لذلك سبيلاً كي لا يجرؤ أن يعمل عملاً صالحاً بشكل علني بعد ذلك و كي يستحيي من الناس أو من أهل الصلاح , فيبتعد عنهم , فإذا انطوى الإنسان على نفسه أثناء عمل الخير استفرد به الشيطان حتى يضجره منه و يتركه و لا يعود لهذا العمل أبداً .
- يجد الإنسان الخاطىء الملطخ بالفضيحة عزاءاً من الشيطان , مهوناً عليه تلك المعصية و ذلك القبيح من الفعل و مذكراً له بالآخرين الذين قد تلبسوا بمثل عمله حتى يهدأ و يقبل بما فعل .
- و كلما تكررت الفضائح كلما وسوس له الشيطان لقبول جميع أنواع الخطأ المتداول في المجتمع دفعة واحدة كي يريح ضميره و تهدأ أعصابه .
- يستمر الشيطان في تنشيط الشهوة الحرام حتى يبدأ الإنسان الذي تقبل كل ما في المجتمع من أخطاء متداولة في سَنّ سُنن جديدة من الخطأ .
المحور الثالث :
-محور تقبيح الطاعات و العمل الصالح في عينك حتى تستحيي منها .
- يقبح لك الشيطان الخير و الفضيلة و ما لف لفها و يذكر لك منها ما تعافه النفس حتى تهجرها .
أمثلة :
يذكر الشيطان للإنسان جمال المال و المنصب و النصف الآخر و اللباس و السفر و الأثاث و الشهرة و السيارة .....حتى يطلبه و يشتهيه شهوة عظيمة فإذا ما اشتهاه بدأ بنصب الفخاخ له قائلاً :
- خذ و لا تستح , هذه ليست رشوة بل هي هدية و النبي قبل الهدية .
- إن لم تظهري زينتك و جمالك فكيف سيراك فارس أحلامك .
- هذا السحب التلفزيوني ليس قماراً بل هو جائزة .
- الرقص أمام الجمهور فن و ليس تحلل من الأخلاق .
- الإستسلام من الموظفة لرب العمل ضرورة و ليس زنا و فاحشة .
- اخف عيب بضاعتك فهذا ليس غشاً بل شطارة .
- خذ ما تستطيع أخذه من الدولة فهي لا تعطيك حقك .
- وظف قريبك فهذه صلة رحم و ليس هضماً لحق أحد ( بالرغم من عدم أحقيته في ذلك ) .
أما تقبيح الصالح فلا يزال يوسوس لك الشيطان و يذكرك ب :
- فلان لا يجد ثمناً للدواء لتمسكه بِقِيَم ٍبالية .
- فلانة منذ سنوات لم تجد وظيفة بسبب عدم ليونتها مع أرباب العمل .
- فلان في السجن بسبب استقامته .
- القاضي الفلاني , ماذا استفاد من مبادئه , ها هو يعيش في الآجار و هو في هذه السن المتقدمة .
- ذلك الضابط , يبدو عليه ملامح البؤس و الفاقة , لا يفيد و لا يستفيد .