ظننت يوماً إن الرجوع وطن
وإن الإياب يفتح بوابات التفائل
لم يخطر ببالي هناك عيون ترتقب
أشباح ترصد في الظلام
أيادي تغتال الفرح
كائنات من ذوات الدم البارد
تصطاد الحروف قبل أن ترقد على الورق
تشوهها تقطعها أوصال
تضع نقاط وفواصل كيفما إتفق
تتعمد إشعال النار
تحرق الارض والشجر
تستبيح قلوب أضناها الفراق
تصدر أحكام دون رحمة
ماذا عسانا نعمل
أمام تيارات ظالمة تطلق الكلمات
كألسنة نار
تحرق كل شيء
مفتاح الحرية دفن بمكان غير معلوم
شبكة الصياد لم تخيب أصابت الهدف بكل دقة
ساقني القدر لحرب مباغتة
لم أمتلك سلاح ولا وسائل دفاع
أجهل فنون القتال والمكائد
إنها حرب باردة
هدفها تدمير أحلام وآمال
حرب بين قوي وضعيف
حتماً لن ننجو منها بسلام
سألتكِ مرات ...وماذا بعد
هل مات آخر أمل
هل أعلنتِ الاستسلام
صمتكِ دمر البنيان
صمتكِ أخرس القلب أصابني بخيبات وخذلان
قتل لهفتي وحنيني وعمر ٌ أضناه الانتظار
صرح شُيد بعرق جبين وصبر
هوى للقاع بفعل زلزال الحقد وقنابل الحروف
هل كان التسامح يوماً شيمة الضعيف !!
لن تُخذل ياقلب
سنقاوم
إعلمي يا أنتي
أنا رجل تعرضت لنكبات
الزمن أرهقني
أنا رجل غير قابل للإنشطار أو التقطيع
لن أقبل التجزئة أو القسمة
سأرحل ولكِ ان تعي
إنني مازلت موصول بكِ
لازالت حبال الود متينة
صامدة أمام أي تيار
لازالت قلوبنا عامرة لم يصبها الصدأ
أقول بكل صراحة ووضوح
بعد جهد وإعياء وتفكير
لاتنتظريني إذهبي حيثما شئتي
سئمت التضحية والوفاء
إن قدّر لكِ أن تعودي
لن تجديني كما كنت
إنتهى عصر التضحيات
يحكمنا الآن قانون
الكذب والخداع
آن لي كسر الحواجز
أعترف لكِ
فشلت في الاحتفاظ بكِ
لربما كوني صادق لم يعرف الزيف طريقه لقلبي
أو صريح لدرجة الوضوح الممل
أو لم أجيد رسم وجهي بمساحيق ملونة لأخفي تشوهات وبثور
أو لأنني وفي ولم أجرب لبس الأقنعة
وأجهل تغيير نبرة صوتي مع كل زبون أو عابر سبيل
هذا هو أنا
لن أرتدي القناع لأرضيكِ
سأكون وأموت كما أنا
الحقيقة الناصعة على مر العصور
فخور كوني أنا