حينما يخرج الانسان وليدا من بطن امه يصرخ في وجه الحياة معلنا وجوده يتقلب
بين يدي والدته يبحث عن الانطلاق فقد مل البقاء في بطنها ...
وحين يصيبنا مكروه نطلق صرخة الالم علنا نخيف ذلك الجرح ويهرب بعيدا عن اجسادنا ...
حين ينتصر فريقا نحبه نطلق صرخة الفرح ..
حين يبدع الخطيب في ايقاظ قلوبنا نصيح الله اكبر..
اننا نهرب للأمام دائما فطرة توارثناها نبحث عن الانتصار فطبيعة البشر وكامل مخلوقات الله البحث عن الانتصار ..
انظروا الى الشجر يقاوم لهب الصيف شامخا يبحث عن الحياة..
انظروا الى الحيوان في جحرة بصحراء موحشه يطحن الجوع متمسكا باهداب الحياة يبحث عن الانتصار والبقاء..
هذه هي الحقيقه التي يجب ان نفهمها ونوقن بها كاساس راسخ(البحث عن الانتصار)..
عندما اذهب الى الشارع او ادارات حكومية او قطاعات خاصة احرص على التأمل بالبشر هنا وهناك ..
عندما اذهب الى المستشفيات احرص على رسم المعاناة الصامته بين شفاه المجبورين على الوقوف بطوابير هائلة من اجل مقابلة طبيب مزور
عندما اجلس مع حارس المدرسة احرص على سماع تنهيداته المتوجسة من غلاء الاسعار وضيق الحال وعدم الرضا عن معيشته..
عندما ازور موظفا حكوميا ارى غدر الترقية الغائبه بين كفيه يحاول ان يغتال
ذلك الروتين الذي حوله الى مواطن يستجدي حقه الذي كفله النظام في دولة هي
دولة نظام ومؤسسات
نحن شعب لايمكن ان نصرخ في وجه الظلم ابدا وولايمكن ان نلعن شمعة الظلام ونشعل نور العدالة المكفولة لنا شرعا
شعب ضعيف جدا تجلده سياط الحياة القاسية ويخدعة ارباب الفساد الاداري
والمالي جهارا نهارا دون ان يتحرك قيد انمله ليعلن انتصاره وتحديه للظلم
ومازال التخلف الاداري والمادي يضرب اطنابه ليحيل المجتمع الى
كيانات مدينة تبحث عن رحيق الحياة الغائب وسط ملاحقة الديون
المواطن لايجد من يحترمه في الدوائر الحكوميه وانا اعني المواطن الفقير الذي لاواسطة لدية (هم اكثرية الشعب)..
لايجد بقعة ضوء في نفق مشاكله
هل احدثكم عن غلاء الاسعار؟؟؟
هل اروي لكم تلك العوائل التي لم تذق اللحمة منذ اشهر؟؟
هل ارسم لكم معاناة اطفال لم تلبس بدله جديده منذ سنين ؟؟
هل تريدون ان نبكي من غلاء الادوية وعدم قدرة المرضى على الشراء؟؟
اي انتصار للحياة ننشده..!!
اي معنى للحياة نقصده..!!
لكن نحن شعب ليس لدينا ثقافة الاحتجاج المؤدب
حقوقنا المسلوبة تضيع امام اعيننا
لامكاتب لمتابعة قضايانا..
لا اهتمام بحقوقنا..
سكوتنا هو احد اهم اسباب ما نعانيه ..
لا اطالب بالمظاهرات او غيرها
ولا اطالب بالاثارة بل اطالب بايجاد نمط فكري لنا كشعب يعطينا الحصانة ضد الظلم ويجعلنا بطبيعتنا نبحث عن الانتصار
لنحتج في وجه الظلم ونوقف من يسلبنا حقوقنا عند حده مهما كان اسمه
كفانا ان نكون اضحوكة ومصدر ثراء الاخرين بل وتندرهم
نعم لثقافة الاحتجاج المؤدب الجماعي القائم على الضغط الاعلامي وعدم السكوت وايجاد نقابات متطوعه تقف في وجه الظلم بتوكيل من الشعب..
لقد حولتنا ثقافة الانزواء والخنوع الى عبيد نفرغ شحنات غضبنا داخل المجالس ونقف للثرثرة دون ادنى حراك فعلي
ما اجمل روح الشعب حين تنبض بالحياة وما اروع ملامح النضال السلمي من اجل الانتصار..
معا في وجه الظلم وشوكة في حلق من غرس فينا روح الانهزام والخنوع