رومنسي لبناني صاحب الموقع
عدد المساهمات : 4504 تاريخ التسجيل : 12/09/2011 المزاج : رومنسي
| موضوع: فنجال قهوتي على طريقتهم .. السبت مايو 12, 2012 7:37 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرة هي الأشياء التي أعتدنا عليها والتي رافقتنا لسنوات طويلة نستيقظ كل يوم دون أن نفكر بأننا من المُمكن أن نخسر أو نفقد شيئاً منها.. فهل هناك من ينام وهو يفكر في بيته " مثلاَ " بأنه من المُحتمل أن يتغير ويكون مُختلفاً في الصباح..!! لا أعتقد ... فهل هناك من ينام وهو يُفكر في أهله " مثلاً " بأنهم من المُحتمل أن يتغيروا ويكونوا آخرين في الصباح ..!! لا أعتقد ... لكن ماذا لو حدث .. وعندما فتحت عيناك وجدت أنك في غرفتك لكنها تغيرت كثيراً.. وليست كما هي عندما دخلت إلى فراشك في المساء .. وبأن أهلك تغيروا رغم إثباتهم لك بأنهم هم أهلك المسألة ليست في إستغراقنا في النوم ..فقط .. بل هناك سبب أو اسباب أُخرى نُريد أن نستنتجها معاً من خلال قراء ماهو آتي .. ........ بينما أنت تنتظر قهوتك ككل يوم لتستمتع بذلك المذاق الذي رافقك لسنوات , تُفاجأ بأن قوة رائحة قهوتك ليست كقوة تلك الرائحة التي أعتدت عليها.. فعندما يُقدمون لك فنجالك تجد أن الطعم لم يتغير ولا حتى لونها لكن هناك ماينقصها .. ولم تتمكن من معرفة ذلك النقص , فتظن بأن حاسة الشم لديك مُتعبة لهذا اليوم فتشرب قهوتك مُحاولاً تجاهل فقدانك لتلك الرائحة المُكملة لمتعة التلذذ بذلك الفنجال.. في اليوم الثاني .. بينما أنت تنتظر وصول الرائحة قبل وصول قهوتك لطاولتك تجد بأن القهوة وصلت قبلها , فتشعر بنوع من الإحباط " ولا أبالغ هنا " فرائحة القهوة في بداية يومك هي ماتمنحك الطاقة لبدء يوم جميل هي ماتحدد على أي حال سيكون مزاجك .. عند البعض وليس الجميع بالتأكيد.. فعندما تتناول فنجال قهوتك تجد بأن هناك تغيير في الرائحة واللون فتسألهم مالخطأ ..؟ فيقولون : هكذا مذاقها أطيب .. أضفنا الكثير من الماء لاغير .. فتجرب , ولكن لم يعجبك الوضع .. فتجاملهم ..لابأس بها ولكن .. أُفضلها كما أعتدت عليها ..بلون أغمق ..ومع ذلك .. سأشربها اليوم هكذا لكن في المرة القادمة أصنعوها كما أُحب.. في اليوم الثالث , وبينما أنت تنتظر سترى بأن قهوتك وصلت كما في الأمس , مما زاد ذلك في إحباطك .. لكن الجديد أن الطعم هنا أيضاً تغير .. وعندما تسألهم مالخطأ ..؟ يقولون لك : أضفنا لها مُنكهاً يُعطيها لوناً أغمق وطعماً ألذ ورائحة أزكى.. لأنك أنتقدت اللون والطعم والرائحة في الأمس.. فتجرب , لكن لم يعجبك الوضع .. فتجاملهم .. لابأس بها ولكن .. أفضلها كما أعتدت عليها .. بلونها ورائحتها وطعمها ..ومع ذلك سأشربها اليوم لكن < رجـــاءً > في المرة القادمة أصنعوها كما أُحب .. في اليوم الرابع , وبينما أنت مُستاء جداً وتنتظر قهوتك بتوتر ماهي إلا دقائق وتكون القهوة أمامك تماماً كما في اليومين السابقين مُجردة من كُل شيء تحبه فيها.. غير أن ذلك يُشعرك بأن يومك سينقصه شيء لن تتحمس لفنجالك هذا ولا تتلهف لمراقبتهم وهم يقدمونه لك ومع ذلك تتناول فنجالك ومع أول رشفة ستجد بأن النكهة اليوم ليست كالأمس وليست كما أعتدت عليها , فتغضب لكن بصمت .. هذا غير لونها الذي أصبح مختلفاً تماماً لاهو كلونها في الأمس ولا هو كلونها الطبيعي الذي اعتدت عليه.. فتتجاوز مرحلة السؤال عن الخطأ فيها لأنك تعلم مُسبقاً بأنها إضافات كنوع من التغيير يبتكرونها إما تقليداً , وإما حُباً في تجربة شيء جديد , وإما مُحاولة رخيصة منهم للتخلص من عادة قديمة .. فتشرب قهوتك بصمت .. وعندما تنتهي تقول لهم : " إذا تكرمتم " , إصنعوا لي غداُ قهوتي التي أعتدت عليها.. في اليوم الخامس , وقبل أن تأخذ مجلسك , تتجه للمطبخ ..مباشرةً بحثاً عن رائحة , ولون , ومذاق .. سبق وأن فقدتها ولم تجد شيئاً .. فتسألهم : هل أنتهيتم من صنع القهوة الآن فيقولون : نعم .. هل هذه هي القهوة التي ستقدمونها لي .. سيقولون : نعم فلاتكلفهم عناء سكبه في ترمس القهوة الخاص بك لأنك ستسكبه في مكان آخر .. وتطلب منهم " بصيغة الأمر " أن يصنعوا قهوتك المعتادة الآن بحضورك, وبصوت غاضب ..دون أي إضافات غريبة .. فتُفاجأ بأنهم ذُهلوا من ردة فعلك .. بل وصل بهم الأمر لأن يغضبوا منك , ويصفونك بقلة الذوق , وبأنك سريع الغضب , فتسمعهم يقولون بأن هذا تصرف غير لائق فأنا لم أُقدر مُعاناتهم.. ولم أُفكر إلا في نفسي .. وما أُحب .. فتتعجب ..!!!! أين ذهبت كلمة " رجـــاءً " وكلمة " لو تكرمتم " .... أين ذهب صبرك على تذوق مالا تطيقه لثلاثة أيام " مُجاملةً "...؟؟؟ فهل نحتاج للحصول على مانُريد بأن تكون ردة الفعل قوية ..؟ لماذا يدفعنا البعض للوقوع في الخطأ وعندما تُخطىء يضعون الحق عليك فيلومونك ويغضبون..؟ ماهي المراحل التي يجب علينا أن نتجاوزها لندرك فقداننا لشيء قيم ...؟ هل سرقة الأشياء حبة حبة مثل مايقولون هي أفضل وسيلة حتى لايشعر من سُرق بأنه سُرق..؟ وهل هناك طريقة لإنتقاد شيء لإعادته كما كان دون أن يكون إنتقادك سبباً لفقدانه كُلياً ..؟ ....... من منا لايشرب القهوة فلكل شخص قهوته الخاصة التي تُصنع له كما يُريد فصنع القهوة تراث قبل أن يكون فن .. كالكثير من الأمور الي تستدل بها بقية الشعوب على شعوب أُخرى فقهوة أهل الخليج ليست كقهوة أهل الشام أو كقهوة اي دولة أوربية بل أن قهوة أهالي المملكة وحدها تختلف من بيئة لبيئة ومن شخص لشخص.. وعندما تتمسك بمذاق قهوتك وترفض أي مذاق آخر هذا لايعني بأنك شخص صعب الإرضاء أو أنك شخص لاتهتم بالآخرين وكيف يُريدون قهوتهم .. بل الأمر أكبر من أن يتوقف على فنجال قهوة .. وقد يصعب علينا أحياناً تفسير نوع العلاقة التي تربطنا بذلك الفنجال ومع أنه مجرد فنجال قهوة , لو فكرنا فهو لن يؤثر على مسار حياتنا إلا أن له دور كبير في تحديد " من تكون " , " وكيف يجب أن تكون " لا أعلم لربما كان هذا تناقضاً ولكن .. هكذا تجري الأمور.. فهل كانت ردة الفعل مُبالغ فيها عند بحثي عن لون ورائحة ومذاق " لقهوتي المُعتادة "....؟ | |
|