منتدى الحب والرومانسية
أخي الزائر

أسمح لي بأن أحييك

وأرحب بك

فكم يسعدنا ويسرنا أنضمامك الى عائلتنا المتواضعة

نتمنى أن تسجل معنا

أهلا وسهلا بك
منتدى الحب والرومانسية
أخي الزائر

أسمح لي بأن أحييك

وأرحب بك

فكم يسعدنا ويسرنا أنضمامك الى عائلتنا المتواضعة

نتمنى أن تسجل معنا

أهلا وسهلا بك
منتدى الحب والرومانسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رومنسي لبناني
صاحب الموقع
صاحب الموقع
رومنسي لبناني


ذكر
عدد المساهمات : 4504
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
المزاج : رومنسي

وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Empty
مُساهمةموضوع: وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!    وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Emptyالجمعة نوفمبر 18, 2011 8:24 am

نتكلم اليوم عن مثال صارخ عن
العفة والعفاف والذي يضربه لنا النبي الكريم يوسف عليه السلام ولنا معه
وقفات لتكون مثالاً للشاب المسلم اليوم ؟؟؟؟



تمهيد :


الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في
الإنسان، ولا يكبت الغرائز ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها ويسيرها في
مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محورًا تدور عليه
الآداب النفسية والاجتماعية.

إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتًا، ولا تبني أسرة، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعًا طاهرًا.

إن الإسلام يقصد إلى حياة أسرية كريمة محترمة تشترك فيها الآمال والآلام،
ويؤخذ بها حساب الحاضر والمستقبل. محضنٌ لذرية صالحةٍ ومنشأٌ لجيلٍ طاهرٍ،
فيه الأبوان حارسان أمينان لا يفترقان.


هذا المجتمع الكريم النابت في تعاليم الإسلام يتميز بآدابه، ويلتزم
بأحكامه، هذا المجتمع يجعل جريمة الزنا قصيةً في ركن لا يطالها إلا فئات
شاذة لا يؤبه لها.


إن الذي يكبح هذه الجريمة، ويضيق دائرتها هو الإسلام بأحكامه وآدابه
وعقائده بدءًا من الإيمان بالله وخشيته وتقواه وحسن مراقبته سبحانه، ثم
تنقية المجتمع من بواعث الفتن، ومواطن الريب .


ففي المجتمع المسلم التزامٌ للملابس السابغة المحتشمة التي تكرم ابن آدم
وتحميه ، مع أدب غض البصر، وكف العيون الخائنة من البحث عن العورات ،
وتحريم الخلوة بين الرجل والمرأة غير ذات المحرم طهارة لقلوبهم وقلوبهن.
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان
ثالثهما)) [صحيح أخرجه الإمام الترمذي،حديث (2165)، وقال : حديث حسن صحيح
غريب. وصححه ابن حبان (4576) ، والحاكم (1/114-115)]،والمباعدة بين مجالس
الرجال ومجالس النساء، حتى في المساجد ـ دور العبادة ـ فللرجال صفوفهم
وللنساء صفوفهن ، ومنع الاختلاط المحرم في التعليم والعمل وكل مجال يقود
إلى الفتنة،مع تيسير سبل الزواج ، والتزام الاستئذان والاستئناس حتى لا
تقع العين على عورات النساء احتراماً لها ولكرامتها ،أو تلتقي العين
بمفاتن المرأة حفاظاً عليها وعلى أعراض المسلمين .


وقد ضرب لنا الله تبارك وتعالى مثالاً عن العفة والعفاف في القرآن الكريم
وهو عفة يوسف عليه الصلاة والسلام وهو الذي أردت الحديث عنه في هذا اللقاء
...........!!!




ملخص قصة يوسف عليه السلام كاملة :


‏ولد سيدنا يوسف وكان له 11 أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى
أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص على والده ما رأى فقال له ألا
يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في
غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه
بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذت تراوده عن
نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن ،
واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم
اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه.

وقبل البدأ ؟؟؟
قبل أن نتحدث عن بعض الوقفات المستخلصة من قصة يوسف عليه السلام، أود الإشارة لعدة أمور.

تختلف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص
الأنبياء، فجاء قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في
سورة واحدة.


قال تعالى في سورة يوسف : (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ
بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ
لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) .



واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟

1 ـ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم.
2 ــ وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم.
3 ــ
وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك
والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد
والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات.

4 ــ وقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة.

ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها.. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة..
إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية.. يلتحم مضمونها وشكلها،
ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها.
(( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ )) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم،
لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.




القصة القرآنية للمراودة في سورة يوسف عليه السلام :

(( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ
الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي
أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) (23) ، ودعت
امرأة العزيز -برفق ولين- يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها; لحبها الشديد
له وحسن بهائه, وغلَّقت الأبواب عليها وعلى يوسف, وقالت: هلمَّ إليَّ,
فقال: معاذ الله أعتصم به, وأستجير مِن الذي تدعينني إليه, من خيانة سيدي
الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله, إنه لا يفلح مَن ظَلَم
فَفَعل ما ليس له فعله : (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا
أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ
وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) (24)ولقد مالت
نفسها لفعل الفاحشة, وحدَّثت يوسفَ نفسُه حديث خطرات للاستجابة, لولا أن
رأى آية من آيات ربه تزجره عمَّا حدثته به نفسه, وإنما أريناه ذلك; لندفع
عنه السوء والفاحشة في جميع أموره, إنه من عبادنا المطهرين المصطفَين
للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده : (( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ
وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ
قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ
أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (25) ، وأسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج, وأسرعت
تحاول الإمساك به, وجذبت قميصه من خلفه; لتحول بينه وبين الخروج فشقَّته,
ووجدا زوجها عند الباب فقالت: ما جزاء مَن أراد بامرأتك فاحشة إلا أن يسجن
أو يعذب العذاب الموجع ، (( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ
فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ ))(26) ، قال يوسف: هي التي طلبت
مني ذلك, فشهد صبي في المهد مِن أهلها فقال: إن كان قميصه شُقَّ من الأمام
فصدقت في اتِّهامها له, وهو من الكاذبين ، (( وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ
قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ )) (27) ، وإن
كان قميصه شُقَّ من الخلف فكذبت في قولها, وهو من الصادقين ، (( فَلَمَّا
رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ
كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ))(28) ، فلما رأى الزوج قميص يوسف شُقَّ من خلفه علم
براءة يوسف, وقال لزوجته: إن هذا الكذب الذي اتهمتِ به هذا الشاب هو مِن
جملة مكركن -أيتها النساء-, إنَّ مكركن عظيم ، (( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ
هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ))
(29)،قال عزيز "مصر": يا يوسف اترك ذِكْر ما كان منها فلا تذكره لأحد,
واطلبي -أيتها المرأة- المغفرة لذنبك؛ إنك كنتِ من الآثمين في مراودة يوسف
عن نفسه, وفي افترائك عليه ، (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ
امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا
حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (30) ،ووصل الخبر إلى
نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة العزيز: امرأة العزيز
تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها
(وهو غلافه), إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح ، (( فَلَمَّا
سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ
مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ
عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ
وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ
كَرِيمٌ ))(31) ، فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في
ذمِّها, أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها, وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من
الوسائد, وما يأكلنه من الطعام, وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن
الطعام, ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن, فلما رأينه أعظمنه وأجللنه, وأخَذَهن
حسنه وجماله, فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول,
وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر; لأن جماله غير معهود في
البشر, ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة ، (( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ
الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ
فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ
وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ))(32) ، قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي
قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي
لُمتُنَّني في الافتتان به, ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب لي فامتنع
وأبى, ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن,
ولَيكونن من الأذلاء ، ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا
يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ
إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ )) (33) ، قال يوسف مستعيذًا مِن
شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة,
وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن, وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم
لجهلهم ، (( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))(34)، فاستجاب الله ليوسف دعاءه
فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو
السميع لدعاء يوسف, ودعاء كل داع مِن خلقه, العليم بمطلبه وحاجته وما
يصلحه, وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم ، (( ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ
مَا رَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ )) (35) ثم ظهر للعزيز
وأصحابه -من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته- أن يسجنوه إلى زمن
يطول أو يقصر; منعًا للفضيحة.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loveco.yoo7.com
رومنسي لبناني
صاحب الموقع
صاحب الموقع
رومنسي لبناني


ذكر
عدد المساهمات : 4504
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
المزاج : رومنسي

وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!    وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Emptyالجمعة نوفمبر 18, 2011 8:27 am

وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام

هذا النموذج الرائع يضربه الله تعالى لنا حتى نتعظ ونعتبر وحتى يعلم الناس
أجمعين أن العفة لا تكون هكذا بمجرد الخاطرة وإنما لابد لها من همة وإرادة
. هذه القصة التي يضربها الله عز وجل في سورة يوسف نقف فيها وقفات:



الأولى :
الاستعانة بالله تعالى :


إن الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة به والفرار إليه هو من أقوى
الأسباب التي تنال بها العفة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: (( ولولا فضل الله
عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا ولكن الله يزكي من يشاء)) من الذي
يحفظك من الفتنة؟ من الذي يحفظك من الزنا؟ من الذي يغض بصرك حقٌا؟ من الذي
يجعلك تغض بصرك؟ هو الله عز وجل رب العالمين, ولذلك فلا يغتر إنسان بنفسه,
لا يغتر إنسان بثقته بل ينبغي عليه أن يتهم نفسه دومًا بقلة الهمة وبضعف
الإرادة وأن يستعين بالله عز وجل لكي يصرفه عن السوء والفحشاء.


فهذا النبي الكريم يوسف عليه السلام لما طلبت منه امرأة العزيز وهمت به
وهم بها إلتجأ إلى من؟ ما قال: ((قال معاذ الله)) أي استعيذ بالله منكِ
ومن شرك, ((قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)).





الثانية:
عدم الاغترار بالنفس والركون إليها :


إذ ينبغي على الإنسان ألا يعتمد على الثقة الزائدة بالنفس والاغترار بها ,
لما جاءت النسوة إلى امرأة العزيز ولُمنها على فعلتها قالت: ((ولقد راودته
عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين )) اذا
فعل يوسف عليه السلام؟ التجأ إلى الله رب العالمين (( قال رب السجن أحب
إليّ مما يدعونني إليه)) أن أسجن وأن أحبس أن تقيد حريتي هذا أحب إلي من
أن أقع في الفاحشة (( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني
كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) إذا لم تصرف ربي أنت عني كيدهن سأصغي
إليهن وستذهب قوتي وستخور عزيمتي وسأستمع إلى ما تقول فأسألك ربي أن تصرف
عني كيدهن, فماذا كان الجواب؟ (( فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو
السميع العليم )) وهكذا فإن الإنسان إذا ألمّت به فتنة ينبغي أن يلجأ إلى
الله عز وجل, ولا ينبغي أن يخوض هذه الفتنة بغير استعانة بالله.


انظر ماذا يقول ربنا في الذين اتقوا إذا جاءهم الشيطان وسول لهم سوء
الأعمال, قال سبحانه وتعالى: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله
إنه سميع عليم،إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم
مبصرون)) الذين اتقوا إذا مرّ عليهم طيف أو خاطرة من الشيطان تذكروا فإذا
هم مبصرون, وكيف يكون التذكر؟ يكون بالاستعاذة من الشيطان وبالإستعانة
بالله عز وجل.




الثالثة :
الدخول على النساء :


إن التساهل من المسلمين في دخول الرجال والخدم في البيوت من أكثر أسباب
وقوع الكثير من الحوادث التي تسببت في انتهاك الأعراض, قال الحافظ ابن
كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو يذكر لنا هذا العزيز الذي كان بالفعل
ديوثًا, يقول الحافظ ابن كثير: كان زوجها ـ أي العزيز ـ لين العريكة وكان
سهلاً أو أنه عذرها لأنها رأت أنها لا صبر له عنها, ولذلك تجرأت المرأة
على أن تطلب هذا الطلب علانية بين النساء , تطلب من يوسف عليه السلام أن
يفعل فيها الفاحشة, ولذلك فإن الإنسان ينبغي عليه ألا يدخل الخدم على
النساء, ليتقي الله عز وجل هذا الذي يركب ابنته مع السائق فيوصل السائق
ابنته إلى الجامعة أو إلى المدرسة, ما هذا؟ أين الغيرة؟ أما تغار على عرضك
أيها المسلم, لا ينبغي للمسلم أن يفعل هذا, لا ينبغي للرجل أن يترك خادمه
يباشر النساء أو أن يدخل عليهن, يقول صلى الله عليه وسلم : ((إياكم
والدخول على النساء)) قال رجل: يا رسول الله, أرأيت الحمو؟ ـ أي قريب
الزوج أيدخل على المرأة ـ قال: ((الحمو الموت)), أي: إذا أدخلت الحمو إلى
بيتك كأنك أدخلت الموت على أهلك.




الرابعة:
الصحبة السيئة :


في هذه القصة أن الصحبة السيئة من أسباب الوقوع في الفواحش, ألا ترى أن
امرأة العزيز لما انتشرت هذه الفضيحة بين النساء ماذا فعلت النساء اللاتي
كن حولها؟ شجعنها على ذلك وذهبن إلى يوسف يطلبن منه أن يرضخ لكلامها فقال
يوسف عليه السلام: ((إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين))
وقال يوسف: (( ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)) أي في اشتراكهن في هذه
الجريمة.



الخامسة :
الإشاعات :


فلولا الإشاعات لما علمت النسوة بأمر امرأة العزيز (( وَقَالَ نِسْوَةٌ
فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ
قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (30)
،ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة
العزيز: امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ
حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه), إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال
واضح .


بدأ الموضوع ينتشر.. خرج من القصر إلى قصور الطبقة الحاكمة أو الراقية
يومها.. ووجدت فيه نساء هذه الطبقة مادة شهية للحديث. إن خلو حياة هذه
الطبقات من المعنى، وانصرافها إلى اللهو، يخلعان أهمية قصوى على الفضائح
التي ترتبط بشخصيات شهيرة.. وزاد حديث المدينة: (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي
الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ
شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ )) وانتقل الخبر
من فم إلى فم.. ومن بيت إلى بيت.. حتى وصل لامرأة العزيز ..... وما حدث من
النسوة (( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب
إليهن وأكن من الجاهلين ))


ومن أعظم الآداب في هذا الباب الكف عن إشاعة الفاحشة في المؤمنين ومحبة
ذلك والرغبة فيه عياذًا بالله. إذا انتشر بين الأمة الحديث عن الفواحش
ووقوعها فإن الخواطر تتذكرها ويخف على الأسماع وقعها، ومن ثم يدبُّ إلى
النفوس التهاون بوقوعها ولا تلبث النفوس الضعيفة والخبيثة أن تُقدم على
اقترافها ولا تزال تتكرر حتى تصير متداولة. وانظر إلى ما تفعله كثيرٌ من
وسائل الإعلام في الناس والنفوس. (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن
تَشِيع الفاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)) [النور:19].



السادسة :
كتم صوت الحق بالسجن :


ربما كان دخوله للسجن بسبب انتشار قصته مع امرأة العزيز ونساء طبقتها، فلم
يجد أصحاب هذه البيوت طريقة لإسكات هذه الألسنة سوى سجن هذا الفتى الذي
دلت كل الآيات على برائته، لتنسى القصة. قال تعالى في سورة (يوسف): ((
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ
حَتَّى حِينٍ)) وهكذا ترسم الآية الموجزة جو هذا العصر بأكمله.. جو الفساد
الداخلي في القصور، جو الأوساط الأرستقراطية.. وجو الحكم المطلق.


إن حلول المشكلات في الحكم المطلق هي السجن.. وليس هذا بغريب على من يعبد
آلهة متعددة. كانوا على عبادة غير الله.. ولقد رأينا من قبل كيف تضيع
حريات الناس حين ينصرفون عن عبادة الله إلى عبادة غيره. وها نحن أولاء نرى
في قصة يوسف شاهدا حيا يصيب حتى الأنبياء. صدر قرارا باعتقاله وأدخل
السجن. بلا قضية ولا محاكمة، ببساطة ويسر.. لا يصعب في مجتمع تحكمه آلهة
متعددة أن يسجن بريء. بل لعل الصعوبة تكمن في محاولة شيء غير ذلك.


دخل يوسف السجن ثابت القلب هادئ الأعصاب أقرب إلى الفرح لأنه نجا من إلحاح
زوجة العزيز ورفيقاتها، وثرثرة وتطفلات الخدم. كان السجن بالنسبة إليه
مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر في ربه.




خاتمة :


ألا فاتقوا الله رحمكم الله واستمسكوا بدينكم، والزموا آدابه وحدوده،
عبوديةً خالصةً، وسلوكـًا لمسالك الطهر والعفة يصلح الفرد كما يصلح
المجتمع، فتسعدوا في الدنيا، وتسلموا وتفوزوا في الآخرة وتفلحوا، ثم صلوا
وسلموا على نبيكم نبي الرحمة والهدى فقد أمركم ربكم جل وعلا قائلاً
عليمًا: (( إِنَّ اللَّهَ ملائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ
يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ
تَسْلِيماً)) [الأحزاب:56].

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما سمعنا وأن يغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.

كما أسأل الله تعالى أن يقينا الزلات وأن يجعلنا ممن يستمعون القول
فيتبعون أحسنه, اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله
وأزواجه وذريته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loveco.yoo7.com
لميس عرفات
لعالم الحياة الزوجية
لعالم الحياة الزوجية
لميس عرفات


انثى
عدد المساهمات : 183
تاريخ الميلاد : 21/03/1994

تاريخ التسجيل : 28/01/2012
العمر : 30
الموقع : http://love2.banouta.net/
العمل/الترفيه : غير معروف
المزاج : رومانسيه

وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!    وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Emptyالأحد يناير 29, 2012 3:47 pm

.
جزاك الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رومنسي لبناني
صاحب الموقع
صاحب الموقع
رومنسي لبناني


ذكر
عدد المساهمات : 4504
تاريخ التسجيل : 12/09/2011
المزاج : رومنسي

وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!    وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!  Emptyالإثنين يناير 30, 2012 1:41 am

جزاك الله خير

لميس

بارك الله بكِ

يسلمو عالمرور

ودي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://loveco.yoo7.com
 
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحب والرومانسية :: الأقسام ألأسلامية :: قصص الانبياء-
انتقل الى: